من هي الجاسوسة هبه سليم والضابط فاروق الفقي أخطر جاسوسين عملا لصالح إسرائيل

الجاسوسة هبه سليم جاسوسة احد أاشهر و أخطر الجواسيس في مصر. اجملهم على الاطلاق. اكثرهم سمية بلا منازع. حزنت من اجلها إسرائيل وبكت جولدا مائير بخيانتها استشهد بسببها العشرات والمئات. رغم انها لم تطلق رصاصة واحدة. لان سلاحها كان الحب توسط لها الامر الامريكان واعدمها الرئيس الأسبق أنور السادات في لحظة. قصة الجاسوس الحسناء او السم المعسول هبة سليم.

الجاسوسة هبه سليم والجاسوس فاروق الفقي
صورة حقيقة للجاسوسة هبة سليم والضابط فاروق الفقي

من هي الجاسوسة هبه سليم

في 1947م اتولدت الجاسوسة هبة سليم في أرقى أحياء القاهرة بحي المهندسين. عاشت حياة مرفهة جدا خالية من المشاكل تماما. معظم وقتها بتقضيه في نادي الجزيرة وسط زميلاتها من الطبقة الرفيعة. ما كانش فيه في حياتها اي حاجة غير اللبس والموضة وتشريحات الشعر الجديدة. لحد ما قامت حرب سبعة وستين وكانت في الوقت ده ما كملتش عشرين سنة. هبة كانت طالبة في كلية الاداب بجامعة عين شمس. ومن جوة جامعة عين شمس كان بداية التجنيد.

لانه تم على ايد رئيس قسم الادب الفرنسي بجامعة عين شمس. وهو اللي رشحها للسفر للعاصمة الفرنسية باريس . في التوقيت ده كانت جامعة السوربون في باريس في فرنسا. ما بتبعتش غير منحة واحدة بس للطالب الاول على الدفعة. لكن رئيس قسم الادب الفرنسي خلاها تطلع التانية على الدفعة. واقنع الجامعة بفرنسا انها تبعت منحتين وكانت صاحبة المنحة التانية هي هبة .

وسافرت لفرنسا وهناك اقامت عند اسرة مصرية من اصل صعيدي من اسيوط. حاولت انها تدور على شغل هناك مكنش أمامها غير ذلك عشان تشتغل جنب الدراسة. فقدمت اوراقها في السفارة المصرية تشتغل فيها. ولكن تم رفض اوراقها لعدم جديتها او لعدم كفائتها

تجنيد الجاسوسة هبه سليم للعمل لإسرائيل .

تجنيد اي عميل في إسرائيل ما بيتمش كده مرة واحدة او دفعة واحدة. لازم بيمر بعدة مراحل. اولهم هي مرحلة الفرز اللي تمت بالفعل داخل جامعة عين شمس. المرحلة التانية بتبقى مرحلة التأهيل او التجهيز. مرحلة التجهيز دي تمت لما زقوا عليها بنت يهودية من الشباب اليهودي من  أصول بولندية البنت دي كانت زميلتها في الجامعة. حاولت توهمها ان إسرائيل دي بلد الامن والامان وقالت لها ان الحياة هناك حياة وردية. وان إسرائيل ما بتعملش ده الا للدفاع عن نفسها من العرب المتوحشين.

وواحدة واحدة بدأت الجاسوسة تقتنع بالكلام. وبقت جاهزة تماما للتجنيد. اخدتها زميلتها وراحوا على السفارة الاسرائيلية في فرنسا. وهناك طلبوا منها انها تكتب كل حياتها الشخصية او سيرتها الذاتية. وهي بتكتب ذكرت اسم المقدم فاروق عبد الحميد الفقي مين بقى دا ؟

من هو فاروق الفقي وعلاقتة بالجاسوسة هبه سليم .

فاروق الفقي كان ضابط صاعقة في القوات المسلحة بيشغل منصب رئيس القسم الهندسي بالصاعقة مصرية. ومدير مكتب قائد سلاح الصاعقة العميد نبيل شكري. كان واحد من ضمن القيادات اللي بتبقى موجودة داخل غرفة العمليات وقت اتخاز القرارات. طيب ايه علاقته بهبة ؟

كان بيحب الجاسوسة حب اعمى. ولكن ما كانتش مدياله اي ريق تماما. ما كانتش بتقبله ولا بتطيقة اصلا. كان دايما يطاردها في البيت في النادي في الشارع. ولكن ما كانتش معبراه. حاول يخطبها اكتر من مرة. ولكن كان بيتم عدم قبوله.

ضابط الموساد لما عرف معلومة الفقي. غير خطته معها تماما. خطته في البداية انه كان يجنها انها تلعب في عقول الطلبة العرب الموجودين في الجامعة. لكن بعد كده وبسبب معلومة فاروق غير الخطة تماما. رسم لها واحدة جديدة ازاي انها تصطاد الفقي وازاي تعرف تجنده معها للعمل بالموساد.

ومع اول زيارة لها لمصر راحت على نادي الجزيرة وسألت على ضابط اسمه عبد الحميد في القوات المسلحة . ما كانش مصدق نفسه ان هبة سليم اللي بترفضه بقى لها سنين وما بتقبلوش هي النهاردة اللي بتسأل عنه. قعد مع الجاسوسة واوهمته انها بتحبه وعايزة بالفعل ترتبط به. ولكن هي غير راضية عن وضعه وعن اوضاعه الاجتماعية.

هبة بدأت تقنعه انه يشتغل معها في منظمة للسلام العربي. بمقابل مادي كبير جدا . وبالفعل وافق واشتغل معاها لحد ما غرق معاها في وحل الجاسوسية. مش مهم هو بيعمل ايه ولا بيخون مين. اهم حاجة انها راضيه عنه. وامدهها بمعلومات في منتهى الخطورة.

اهم المعلومات التي نقلتها الجاسوسة هبه لإسرائيل .

كان من ضمن المعلومات الخطيرة ان الجيش في الوقت ده كانت بتعمل حاجة اسمها منصات مواقع حائط الصواريخ . كانت بتعمل قواعد صاروخية عسكرية ارض ارض وارض جو عشان تحمي نفسها من الهجمات الاسرائيلية على العمق المصري. وكمان عشان تساعدنا بعد كده في المعركة المصرية اللي هي حرب 1973م.

تخيلوا انه كان بيبلغها بكل تحركات حائط الصد الصاروخي وتسريب أدق معلومات بالتفاصيل و الأسرار و يصورهم كمان . القيادات المصرية بتوصف الوضع وتقول ان القواعد الصاروخية كانت بتضرب من المدفعية الإسرائيلية او الطيران الإسرائيلي حتى قبل الاسمنت ما ينشف .

وكانت من ضمن خيانته او المعلومات الخطيرة اللي بيبلغها لهبة وبالتالي بتبلغها لإسرائيل انه كان بيبلغ عن مجموعات الاستطلاع والصاعقة اللي بتروح تعمل عمليات خلف خطوط العدو. تخيلوا ان الرجالة او المجموعات القتالية بتروح تنفذ عمليات تفاجأ بان إسرائيل مستنياهم وعاملين لهم كمين. يموت اللي يموت ويتصاب اللي يتصاب والعمليات تفشل بسببهم .

لحد ما الموضوع زاد عن حده. وبدأت القيادات تبقى على يقين ان فيه حاجة غلط بتحصل. فيه خاين بينا. المعلومات دي في منتهى الدقة وبسرية تامة. مين اللي بيسرب المعلومة وللاسف لحد اللحظة دي ما كنش فيه اي خيط يمشوا عليه.

كشف الجاسوسة هبه سليم .

القيادات اتفقوا وقالوا احنا بقى هنمسك الخيط من اوله. وبداية الخيط هي المعلومة. والمعلومة دي معلومة سري للغاية. وما بتتقالش غير جوة غرفة العمليات لسبع ظباط فقط.

كلمة سر للغاية دي جوة الجيش لها تعامل تاني خالص. سر للغاية دي ما حدش بيطلع على المعلومة دي غير اشخاص معينين فقط. يعني المعلومة مثلا بتخرج من مكتب وزير الدفاع او من مكتب رئاسة الجمهورية رايحة للظابط اللي مسموح له فقط بالاطلاع على المعلومة.

 توصل للظابط يفتح الملف يقرا المهمة او المعلومة او العملية يطبق الورقة تاني يدخلها جوة الظرف يتقفل يتشمع ويرجع تاني للقيادة سواء لرئاسة الجمهورية او وزارة الدفاع حتى الظابط اللي مسموح له يطلع على المعلومة غير مسموح له تماما انه يصور الورقة اللي جوة. ولا حتى انه يحدث نفسه بها. تخيلوا خطورة كلمة سر للغاية جوة الجيش

 لما جم حسبوها من المعلومات دي ما بتخرجش برة سبع ظباط . خده بقى السبع ظباط دول حطوهم تحت الميكروسكوب وبدأت عملية الفلترة. الامن الحربي والاستخبارات او الحربية وهم شغالين. القائد بتاع الظابط الخائن قال لهم انتم تشكوا في اي حد الا هو . لانه ظابط منتهى الالتزام وخادم معي بقى له تسع سنين ما شفتش عليه اي حاجة غلط

 استمرت عملية البحث والفلترة لحد ما اكتشفوا حاجتين. الحاجة الاولى اكتشفوا ان فيه اشارات لاسلكية غير معلومة وغير مفهومة صادرة من حي الدقي.

 الحاجة التانية لما لقوا الاشارات من حي الدقي يعملوا تفتيش كامل لكل صناديق البريد في حي الدقي. الظابط المسؤول عن الخطابات اكتشف ان في خطاب مبعوت لبنت في فرنسا. الخطاب ده كان مكتوب جواه ان انا كنت في مهمة سرية تامة . وتم زراعة الاريال او اللاسلكي اللي احنا اتفقنا عليه. وبناء عليه تم مسح حي الدقي بالكامل عشان يكشفوا عن مكان الاشارات اللي صادرة وكمان يعرفوا مكان الاريل او اللاسلكي مزروع في انهي عمارة بالتحديد.

 وكانت المفاجأة انهم اكتشفوا ان الاريل او اللاسلكي مزروع فوق عمارة الضابط الخائن . تم ابلاغ الرئيس السادات باللي حصل اللي كان في انتظار نتيجة تحريات من الموضوع ده. وتم ابلاغ السيد رئيس جهاز المخابرات الحربية اللي اصدروا اوامرهم على الفور بالقبض عليه.

تفاصيل اعترافات فاروق الفقي على هبه سليم .

وتم تكليف السيد اللواء حسن عبد الغني نائب رئيس الجهاز بتنفيذ عملية القبض علي العميل . وفي الميعاد المحدد والمكان حدد في ساعته وتاريخه كان اللواء حسن عبدالغني منتظرالخائن جوة مكتبه في مبنى المخابرات. اول ما فاروق الفقي فتح المكتب ودخل لقى اللوا حسن عبد الغني قاعد على كرسي المكتب. وبيبص له بنظرات في منتهى الحدة والقسوة. فهم على طول. بص له وقال له هو انتم عرفتم ؟

طبعا ما خدش في ايديهم غلوة. و اعترف على كل حاجة. وخد بالك ان لحد اللحظة دي المخابرات ما كانتش تعرف اي حاجة عن الجاسوسة هبة سليم .

قرروا وقتها انهم يخفوا موضوع القبض عليه تماما. وخصصوا له مكان اقامة جوة المخابرات الحربية. عشان يراسلها بشكل منتظم ومستمر. وكانوا بيمدوه ببعض المعلومات جزء منها صحيح وجزء منها غير صحيح . عشان ما يثيروش اي شكوك تماما في الموضوع.

وسألوا الضابط الخائن دلوقتي بقى احنا عايزين نجيب هبة. نجيبها ازاي ؟ طبعا باع صحبته. قال لهم عايزين تجيبوها. نقطة ضعفها ابوها وابوها بيشتغل في ليبيا ومريض بالقلب. عايزين تجيبوها يبقى عن طريق ابوها.

خطة القبض على الجاسوسة هبه سليم .

هبة سليم في التوقيت ده كانت عايشة في باريس بالطول والعرض. كسبت ثقة الموساد والإسرائيليين كلهم. لدرجة انهم كانوا بيعتبروها فتاة إسرائيل المدللة. اشتروا لها شقة وادوها مجوهرات وفلوس كتير جدا . زارت تل ابيب تسع مرات. اتعرفت على كل الظباط والقيادات العسكرية. لدرجة ان جولدا مائير قالت عنها انها خدمت إسرائيل اكتر من القيادات العسكرية نفسهم.

جت المخابرات المصرية قالوا ما دام نقطة ضعفها ابوها يبقى نجيبها عن طريق والدها وان  ويريد رؤية ابنته  في الوقت ده كان بيشتغل مدرس في ليبيا. تم تكليف المهمة لاحد الدبلوماسيين اللي موجودين في ليبيا. وعلى فكرة الدبلوماسي ده كان له سابق معرفة بهبة ايام ما كان شغال دبلوماسي في فرنسا.

راح لابوها وقال لابوها ان بنتك تم تورطها في موضوع اختطاف طائرة . ودلوقتي لا عايزة مشاكل ولا عايزة مشاكل لبنتك. وخد بالك ان الموساد دلوقتي مستهدف بنتك. فعايزينك تساعدنا ان احنا نلحقها قبل ما الموساد يوصل لها.

قالوا لابوها يكلمها ويقول لها انه تعبان وموجود في المستشفى وعايز يريد رؤية ابنته قبل متكون متورطة . وبالفعل ابوها كلمها وقال لها انه تعبان ومريض وموجود في المستشفى. وانه عاوز يشوفها قبل ما يموت.

هي كانت مكالمة واحدة وبعد كده المخابرات استلمت الموضوع. وخد بالك ان في موضوع زي كده. الموضوع بيبقى حرب نفسية. عارفة انها بعد كده هتتعامل مع دماغ الموساد مش دماغ الجاسوسة. طبعا الموساد مستحيل هيصدق فيلم زي ده ولا تمثيلية زي دي بس وكان طبيعي انه يبعت بقى يعمل تحريات ومخابراته عشان يتأكد من صحة المعلومة. هل فعلا ابوها مريض ولا لأ .

 طبعا رجال المخابرات كانت مربطة على كل حاجة. وتم التنسيق مع جهاز المخابرات الليبية. اللي في التوقيت ده كان علاقتنا بهم زي السمن على العسل. وكانت ليبيا بتتمنى انها تقدم اي خدمة لمصر.

 المخابرات اخدوا ابوها واخفوه تماما وأقنعوا. وحطوا واحد تاني مكانه في العناية المركزة. وده كان بالتنسيق مع طبيب لبناني بس كان وطني على حق.

الطبيب اللبناني جهز تقرير طبي طول بعرض. واي حد يروح يسأل على المريض ده. يقول له ده تعبان وبيموت. ويوريهم التقرير الطبي اللي كان بيتجدد كل يوم وباستمرار. لانهم كانوا في اليوم الواحد بيبعتوا واحد واتنين وتلاتة واربعة يسألوا عن حالته المرضية. وفي كل مرة كان بيتم ابلاغهم ان الراجل بيموت وممنوع اي حد يزوره.

واستمرت الحرب النفسية ما بين رجال في المخابرات الصقور وما بين جهاز الموساد. لحد ما بالفعل الموساد اكل الطعم واتصلت على الدبلوماسي المصري اللي موجود في ليبيا وقالت له خلاص انا هاجي ازور بابا.

 وبالفعل الموساد حجزوا لها خط الطيران ولكن بشكل غير مباشر. طلعت من باريس على روما ومن روما على ليبيا. كان تعمد في تطويل خط السير عشان لو في اي حد بيراقبها يعرفوه ويكتشفوه. وبالفعل وصلت لليبيا.

 لكن الموساد كان قايل لهبة على فيلم خبيث تعمله اول ما توصل هناك. واول الطيارة ما وصلت مطار طرابلس ليبيا دخلت حمام الطيارة وخرجت منه بتصرخ وبتقول الخاتم بتاعي اتسرق. كان غرضها ان الشرطة الليبية تتدخل. عشان لو في اي كمين مصري معمول لها ما حدش يقدر يعمل معها اي حاجة.

 ولكن المخابرات المصرية كانت عاملة حسابها على كل ده. الدبلوماسي كان مستنيها على باب الطيارة اول ما الطائرة وصلت. يا دوب الباب اتفتح. الدبلوماسي ده تفاجأ بالفيلم ده قدامه. راح جايداخل لهم عرفهم على نفسه قال لهم انا الدبلوماسي فلان الفلاني. وهبة مواطنة مصرية. واحنا ان شاء الله هنتعامل مع الموضوع ونحله. واخدها من ايديها وبدأ يهديها. دخلها معه صالة كبار الزوار. وبدأ يتكلم معها عشان يهديها تماما.

رجوع الجاسوسة هبه سليم الي القاهرة .

التوقيت ده بقى كانت المخابرات المصرية حولها مرتبة كل حاجة.بخطف الخائنة وكان سبق وتم الترتيب مع مدير مصر للطيران بانه يخلي طائرة مصر للطيران قريبة من باب كبار الزوار. وانه يخليها على الران واي والمواتير شغالة ويخفض الاضاءة تماما. كان كل همهم انها ما تلمحش طائرة مصر للطيران وتم الاتفاق مع ادارة المطار نفسها على تخفيض الاضاءة بشكل ما عشان ما فيش اي حاجة تلفت الانظار. وفي التوقيت المحدد وعند الاشارة المتفق عليها بالفعل ركبت الطائرة.

وكان توفيق ربنا سبحانه وتعالى ان خطة الطائرة تنجح ويتم استدراجها . وعلى فكرة كان فيه خطة تانية متفق عليها ان لو الطيارة ما نجحتش كانوا هياخدوها بالقوة ويمشوا بها على الطريق البري من بني غازي للحدود المصرية. الغريب بقى في التحقيق معاها انها كانت مقتنعة تماما باللي بتعمله. الضابط اللي كان بيسألها في التحقيقات كانت دايما ترد عليه وتقول له انا باعمل واجب وطني.

 خدوا بالكم ان انتم حاربتوا إسرائيل في اي وقت هتتهزموا وانا عملت ده عشان ارحمكم انتم من ويالات الحرب مع إسرائيل. في نفس التوقيت كان التحقيق مع فاروق خلص ومهمته في المراسلة مع الجاسوسة خلاص خلصت.

إعدام الضابط فاروق الفقي شريك هبه سليم فى التجسس لصالح إسرائيل .

تم صدور الحكم عليه وأعدم رميا بالرصاص. وعلى فكرة اللي نفذ عليه الحكم كان القائد بتاعه في المكتب العميد نبيل شكري. العميد نبيل شكري كان قدم استقالته بعد ما اكتشفوا ان الخيانة من الضابط الخائن الفقي. لكن الرئيس السادات رفض الاستقالة. وعشان كده كان شرط للعميد نبيل شكري قال لهم لو عايزني بالفعل استمر في الخدمة وارجع شغلي انا اللي انفذ الحكم بايدي في الخاين. وبالفعل الرئيس سمح له وهو اللي اطلق اول رصاصة على الخائن .

تفاصيل اللحظات الاخيرة فى حياة هبه سليم وتنفيذ حكم الإعدام فيها شنقا

الحظات الاخيرة في حياة الجاسوسة سليم في السجن سجلها الكاتب اكرم السعدني في مجلة روزا اليوسف نقلا عن مدير سجن النساء. وهي داخل السجن كانت عايشة حياتها بالطول والعرض. مدير السجن بيقول ان هبة كانت كل يوم تلبس باروكة غير التانية وكان عندها ست بواريك.

وكل يوم ترش البرفانات الباريسية وترش الغرفة بتاعتها بالمبيدات الحشرية. ومخلية الاوضة بالزبط كانها غرفة في فندق. وكل ما حد من اهلها ييجي يزورها تطلب منه حاجات الميك اب وادوات الشعر والتزيين. وتنضيف الغرفة. دايما تقول لهم انا إسرائيل مش هتسيبني. والموساد ما بيسبش رجالته.

وخدوا بالكم مش إسرائيل بس اللي هتضغط على مصر. انا ورايا الغرب كله ومنظمات كتير جدا هتعرف تضغط وهطلع. وخدوا بالكم انا هطلع من هنا على المطار مش على غرفة الإعدام.

 لحد ما إسرائيل هم التي استعجل لها بموعد الإعدام على الجاسوسة بعد انتهاء الحرب . كان هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي في الوقت ده موجود في اسوان في زيارة للرئيس السادات. وعندما جاء و هو قاعد مع الرئيس بيقول له انا جاي لك برسالة من جولدا مائير ومناحم بيجن. بيطلبوا منك الالتماس بالعفو او تخفيف الحكم عن هبة سليم.

 فرد الرئيس السادات بيقول له هبه سليم مين ؟ قال له البنت اللي اتمسكت بتاعة المخابرات واللي اتحكم عليها بالإعدام . قال له بس البنت دي اتعدمت فعلا. قال له امتى يا فندم ؟ قال له دي اتعدمت النهاردة.

 كان موجود جمب السادات مدير المخابرات الحربية. ودي كانت اشارة للمدير بتنفيذ الحكم النهاردة. السادات عمل كده. عشان ما يتمش استخدامها كورقة ضغط عليه اثناء المفاوضات. وبالفعل صدرت الاوامر لمدير السجن التنفيذ الحكم عليها النهاردة و أصدر أمره بإعدامها

ولكن كان فيه مشكلة قدام مدير السجن. وهو ان سجن النسا ما فيهوش غرفة الإعدام . وكان لازم ينقلها لسجن الاستئناف. كان القلق كله عند مدير السجن. انها يحصل لها اي انهيار نفسي فتعطل الإعدام او ان الخبر يتسرب للخارج فبالتالي تتم اي عملية انتحارية او اي مشكلة عشان يهربوها.

عشان كده مدير السجن لجأ لحيلة ذكية شوية. استدعي الجاسوسة السجينة وقال لها انا عايز اقول لك على حاجة في منتهى السرية التامة انتي سبق قبل كده وقدمت التماس للرئيس السادات والسيدة جيهان . الحقيقة ان التماس ده هيتنظر النهاردة في القاهرة. جاهزي حاجتك عشان تطلعي من هنا على القاهرة.

 طبعا فرحت واتبسطت واترسمت الابتسامة على وشها وقالت له مش انا قلت لكم قبل كده ان الموساد ما بيسيبش رجالته وبالفعل ركبت عربية السجن رايحة سجن الاستئناف.

 طول الطريق وهي بتتكلم مع الظابط اللي جنبها وبتحكي له عن الحياة الوردية اللي عاشتها في فرنسا والحياة الجميلة اللي لسة هتعيشها لما تسافر. الظابط كان ساكت تماما ما بيتكلمش. وكل نظراته لها نظرات لبنت عمرها خمسة وعشرين سنة كلها دقايق وهتموت.

 المفاجأة والصاعقة لهبه لما وصلت هناك سجن الاستئناف ولقت التشريفة في استقبالها مدير السجن ومدير النيابة الحربية وكمان الواعظ اللي بينطقها الشهادتين قعدت تصرخ وتقول فين الموساد وفين موشي ديان وفين جولدا مائير .. انا دلوقتي عايز اعرف نتيجة الالتماس ولكن ما فيش اي استجابة

الواعظ طلب منها نطق الشهادتين ووقفت على الطبلية واتشد الرفاس واتعدمت الجاسوسة .

اللحظات الاخيرة في حياة الخائنة هبه سليم انا بحكيها لك واوعى انها تسير جواك الرحمة او الشفقة. اللي زي دي خانت وباعت وبسببها استشهد العشرات والمئات . وبسببها هي والخائن كان ميزان الحرب ممكن يتقلب . وكان ممكن نبقي احنا وبلدنا دلوقتي في مكان تاني خالص.

دماغهم بتبقى مغسولة لدرجة ان الموساد بيقنعهم انهم في مأمن تماما عن المخابرات المصرية. ولكن النتيجة بيبقوا على حبل المشنقة او في السجون. 

وفي النهاية تحياتنا للمخابرات المصرية حراس الوطن والصقور التي لا تنام. ولعنة الله على كل خائن لارض الوطن. عاش الجيش المصري وتحيا مصر والى اللقاء في حكاية اخري .

أحدث أقدم

موقعنا يستخدم ملفات تعريف الارتباط, لتحسين تجربة المستخدم عرض التفاصيل

حسنًا