 |
| معركة الجزيرة الخضراء ملحمة بطولية اثناء حرب الاستنزاف |
معركة الجزيرة الخضراء من اهم واشرس المعارك التي تمت بعد حرب الاستنزاف لشراسة احداثها وبطولة رجال وجنود مصر وتضحيتهم بارواحهم للدفاع عن ارض مصر الحبيبة واليكم نسرد القصه بالتفصيل على لسان العميد مجدي بشارة قائد المعركة.
التحضير من الجانب الاسرائيلي لـ معركة الجزيرة الخضراء .
يوم 17 يوليو 1969م بعد حرب الاستنزاف وقبل التعافي منها لاحظ الملازم اول محمد عبدالحميد قائد منطقة الجزيرة الخضراء ان في طيارتين استطلاع اسرائيليتين بيحوموا حوالين الجزيرة بيلتقطوا مجموعة من الصور وكرروا نفس العملية في اليوم تاني يوم 18 يوليو وكرروا نفس الموضوع بتلات طلعات استطلاع
في نفس اليوم بالليل اجهزة الرادار المصرية رصدت مجموعة من الرسايل المشفرة لجيش الاحتلال الاسرائيلي بتقول انه هيتم مهاجمة احدى النقاط المصرية ده وهيكون يوم 24 يوليو. طبعا الرسايل دي كان الهدف منها خداعمصر.
صباح 19 يوليو بتكرر اسرائيل نفس طلعات الاستطلاع مرتين ولوحظ ان للجانب الاسرائيلي بتعمل عمليات انزال للجنود
وعلى مدار التلت تيام اللي فاتوا كان قائد الجزيرة الخضراء بيبلغ قياداته بكل تحركات اسرائيل وكانت قياداته متمثلة في البطل العميد مجدي بشارة. واللي كان بيبلغ قيادة العمليات.
اسباب تفكير اسرائيل في احتلال الجزيرة الخضراء .
19 يوليو عام 1969 اندلعت معركة الجزيرة الخضراء اسرائيل كانت عايزة تحتل الجزيرة دي بالتحديد لانها تعتبر موقع استراتيجي عسكري ممتاز للجيش المصري ده بالاضافة انها اقرب نقطة تمركزية من كل المواقع المحتلة من الجيش الاسرائيلي.
السبب التاني لاحتلال الجزيرة الخضراء كان عليها رادار متطور جدا.بيرصد تحركات الطيران الاسرائيلي. وكان بيدي قوات الدفاع الجوي المصرية انزار مبكر بتلاتين ثانية .
السبب التالت هو كسر لانف عبدالناصر. ومزلة للجيش المصري. وتحطيم نفسية الشعب المصري. اللي كان في نفس التوقيت ده بدأ انه يثق في قواته المسلحة. بعد عمليات الاستنزاف والسفن اللي دمرناها والاسرى اللي اسرناهم.
ماهي الجزيرة الخضراء .
الجزيرة الخضراء موقع للدفاع الجوي قبل 3 كيلو من خليج السويس عبارة عن كتلة صخرية جرانيت في خليج السويس على شعب مرجانية لونها اخضر فتعكس اللون الاخضر فى المياة فسميت بهذا الاسم . طول الجزيرة 190 متر وعرضها 9- متر طالعة بارتفاع عالي بيصل 30 متر اما الانحدار كان حد جدا بزاوية قايمة مستحيل التسلق.
خطة اسرائيل فى احتلال الجزيرة الخضراء .
كانت خطتهم ان مجموعة من الصاعقة الاسرائيلية يتسللوا للجزيرة. يتسلقوا الجرف بعد كده يتم الهجوم على الجنود المصريين ويتم زبحهم بالكامل.
بعتوا مجموعة من الصاعقة الاسرائيلية والضفادع البشرية امريكا واخدوا تدريبات هناك لمدة 3 شهور عملوا لهم نموذج مشابه للجزيرة الخضراء. لحد ما وصلت نسبة نجاحهم في تنفيذ العملية 100 % .
من هو العميد مجدي بشارة قائد ملحمة الجزيرة الخضراء .
- اشترك فى حرب 1967م وحرب الاستنزاف وحرب اكتوبر 73م .
- اسقط طائرة سوبر فايبر ، وسكاي هوك ، 2 ميراج ، و2 هيلوكوبتر ، وطائرة فانتوم .
- اثر النقيب نسيم عازر الاسرائيلي .
- حصل على نوط التدريب من الطبقة الاولي .
- نوط التدريب ، نوط الشجاعة العسكري ، نوط الواجب العسكري .
- تصنيع طائرة موجهة بالاسلكي بدون طيار .
- ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ، ميدالية حرب اكتوبر ، ميدالية والرماية .
تفاصيل معركة الجزيرة الخضراء بالتفاصيل .
يوم العملية بالليل الملازم اول محمد ابراهيم بلغ العميد مجدي بشارة على اللاسلكي. ان في بحركة غريبة في المية بعد 3 دقايق قاله يا فندم الحركة بتزيد. قال له لو شفت او لمحت اي حد افتح النار عليه فورا. في نفس الوقت كانت القوات الاسرائيلية محاوطة الجزيرة بالكامل. بما يقرب من 800 جندي اسرائيلي. منهم 300 فرد صاعقة. عملوا انزال لافراد الصاعقة على بعد 500 متر من الجزيرة. نزلوا في المية وعاموا لحد ما وصلوا ارض الجزيرة.
وطبعا عملوا الموضوع ده عشان صوت المراكب ما يتسمعش من الجنود المصريين. تسللوا لحد ما وصلوا الجانب الغربي في الجزيرة. والجانب ده بالذات لانه كان الاقل ارتفاعا في الجزيرة كلها.
لكن عسكري الحراسة شاف اتنين منهم نده وقال حرس سلاح وبعدها طاقة من طاقات جهنم اتفتحت على الارض. القتال دار بمنتهى الشراسة. هم طبعا كانوا عايزينه قتال هادي جدا. معركة صامتة يطلعوا يدبحوا ويحتلوا الجزيرة من غير ما حد يحس بهم. ولكن ارادة ربنا انها الدور معركة جحيمية صاخبة.
الطبيعي ان احنا في مكان عالي وسهل علينا نصطادهم. ودا بالفعل اللي حصل في بداية معركة الجزيرة الخضراء . قواتنا كانت بتصطادهم واحد ورا التاني. لكن اليهود كانوا عاملين حسابهم بقوات احتياطية محاصرة الجزيرة بالكامل. القوات الاحتياطية دي كانت مدعمة بلنشات وقاذفات صواريخ وقاذفات هاون ودوريات محاصرة الجزيرة على بعد 3 كيلو كاملين. عشان يمنعوا اي مساعدات او اي دعم مصري ييجي للجزيرة.
قواتهم الاحتياطية وصلت بسرعة معركة الجزيرة الخضراء شدت. القتال احتدم. بدأوا يضربوا عليه قنابل ضوئية. مكان الرجالة كله اتكشف للقوات الاسرائيلية. وهنا بدأت الكارثة. رجالتنا بيموتوا شهيد ورا التاني.
واول اللي استشهدوا كان الملازم اول محمد سعيد من القوات البحرية. والملازم اول ايميل جرجس من قوات الاشارة. والملازم اول احمد ابراهيم من قوات المدفعية وحوالي 30 جندي مصري .
قائد الجزيرة اتصاب بالفعل و تواصل مع العميد مجدي بشارة وقال له ابعت لي دعم فورا. الجزيرة بتروح مني العميد مجدي بشارة بلغ قيادة الجيش اللواء فايق البوريني. وبالفعل استجاب وبدأ يبعت النجدة. وكانت عبارة عن عليه 45 فرد صاعقة مقاتل.
طلع اللانش من ميناء الادبية رايح للجزيرة الخضراء . وهما لسة في الطريق القوات الاسرائيلية اتعاملوا مع اللانش. ودمروه تماما و 45 فرد مقاتل على اللانش استشهدوا بالكامل.
الوضع بيزداد سوء. الشهداء من عندنا بيزيدوا. الملازم محمد ابراهيم بيتكلم مع العميد مجدي بشارة وبيقول له الحقني. الارض بتروح. مجدي بشارة بيبلغ قائد الجيش. ابعتوا لنا دعم. قائد الجيش رد عليه وقال له مش هينفع ابعت لك دعم تاني. الدعم اللي بعته لك ماتوا في المية. دلوقتي اتعاملوا انتم بنفسكم. اتعامل لاخر راجل ولاخر طلقة.
بطولة العميد مجدي بشارة وجنودة فى الدفاع عن الجزيرة .
في اللحظة دي كان البطل مجدي بشارة موجود في نقطة القيادة بتاعته قرب السويس. لما سمع الكلام من قائد العمليات قرر وقتها انه يروح الجزيرة بنفسه. خد معه 30 راجل وركبوا لانشين واتجهوا على الجزيرة. وخد بالك انه اتحرك وهو عارف وواثق ومتأكد انه هيتعمل معه زي اللي اتعمل مع زمايله بالظبط. يعني ميت ميت. ولكن هي دي عقيدة الجندي المصري. موت لكن الارض ما تروحش. موت لكن مصر ما تموتش .
اللي كان مجدي عامل حسابه عليه هو بالفعل اللي حصل. بمجرد ما قربه من ارض الجزيرة القوات الاسرائيلية فتحت النار عليهم بمنتهى الشراسة. واستشهد 11 راجل من 30 اللي كانوا معه.
لكن مجدي صمم وكمل لحد ما وصل للجزيرة. ووقفت الكارثة على كده ابدا المفروض انه هيقف باللانشين دول في المرسى اللي موجود في ضهر الجزيرة. المرسى ده فيه منه سلم بيطلعوا منه على الجزيرة القوات المصرية عاملاه.
اول ما وقفوا باللانشين في المرسى القوات المصرية اللي موجودة فوق طبعا مش عارفين اللي واقفين تحت مين. مش عارفين دول مصريين ولا اسرائيليين . بدأت القوات المصرية من فوق تضرب عليهم النار. والقوات الاسرائيلية من تحت تضرب عليهم نار.
يعني الضرب جاي من فوق وجاي من تحت. والنتيجة استشهاد 4 تاني. لحد ما عرفوا بالفعل يوصلوا الجزيرة وبدأوا يقاوموا.
الاسرائيليين لما حسوا ان المقاومة المصرية ذادت بعتوا جابوا سرية صاعقة جديدة. وزادت اعدادهم. واحنا كل شوية شهيد من عندنا بيقع. الاعداد عندنا بتقل. الاعداد عندهم بتزيد. الزخيرة عندنا بتخلص. المدافع عطلانة. الرشاشات اتدمرت. الاعداد عندهم بتزيد. وفي اسرائليين بالفعل بدأت انها تتسلق الجزيرة الخضراء وقربوا يوصلوا. والارض بتروح.
اتصل مجدي بشارة على قيادة العمليات وقال له يا فندم الحقني احنا بنموت الارض بتروح. رد عليه قائد العمليات وقال له انا مش هينفع ابعت لك اي دعم تاني . اي دعم هيوصلك هيموت في الطريق. واي طيارة هتطلع من هنا هتضرب قبل ما تيجي لك. اتصرف لحد اخر راجل واخر طلقة. وراح موصله لقائد الجيش التاني. وفي لحظة بطولة. نفس لحظة البطولة اللي افكركم بها. اللي قام بها النقيب البطل الشهيد عمر القاضي. لما قال له دك السبيل نفس البطولة كانت متكررة من 50 سنة.
قصف الجزيرة الخضراء من المدفعية المصرية بناء على رغبة العميد مجدي بشارة .
لما مجدي بشارة بلغ قائد الجيش التاني وقال له يا فندم اذا سمحت ما دام كده كده مش جاي لنا دعم وكده كده هنموت ادي اوامرك لمدفعية الجيش المصري المنتشرة على خليج السويس بالكامل. تدك الجزيرة بكل اللي فيها علي وعلى اعدائي المهم انهم ما ياخدوش الارض مننا .
وده بالفعل اللي حصل. قفل معه الاتصال من هنا وامر رجالته ينزلوا للملاجئ اللي موجودة في بطن الجزيرة. وما فيش غير دقايق وبدأ 3000 مدفع مصري يضرب على الجزيرة الخضراء بمنتهى الشراسة. بعد ما سمعوا الضرب وقف طلع البطل مجدي بشارة والرجالة اللي كانوا معه من الملاجئ .
وكانت نتيجة القذف ان فيه 2 كمان استشهدوا و2 اتصابوا من عندنا . لكن القوات الاسرائيلية انسحبوا بالكامل لحوالي 200 متر جوة المية. وبدأوا بقى يحصرالجرحى والشهداء اللي موجودين على الجزيرة الخضراء .
بطولات جنود معركة الجزيرة الخضراء فى الدفاع عنها قصص حرب الاستنزاف .
الساعة خمسة ونص صباحا. تفاجأ العميد مجدي بشارة ان في تلات طيارات هليكوبتر جايين مقربين من الجزيرة وواقفين في وضع ثبات فوق المية. نزلت منهم حبال بسلالم عشان يلموا الجرحى والقتلى بتوعهم.
كان لسة باقي عنده مدفع شغال وطلقتين مدفع عيار 58 . امر العسكري يعمر المدفع ويضرب ضرب مباشر على الطيارات الهليكوبتر دي. وكان توفيق ربنا سبحانه وتعالى ان بالفعل طلقة منهم تصيب احدى الطائرات. والاتنين التانيين يلفوا ويرجعوا.
طبعا جيش الاحتلال اتجنن حرفيا. قال لك يعني اللي بنعمله فيهم ده كله. ولسه فيهم نفس يقاوموا وطلع بطلعة انتقامية.
حوالي الساعة 6 صباحا بالظبط . جندي الاستطلاع اللي كان موجود رصد هجمة جوية داخلة على الجزيرة. العميد مجدي بشارة ادى اوامره لكل الجنود بانهم ينزلوا للملاجئ في بطن الجزيرة. كلهم نزلوا معادا جندي واحد فقط كان اسمه محمد ابراهيم الدرديري. كان قاعد على مدفع 14 ونص رباعي باربع مواسير. المدفع ده بيضرب 3600 طلقة في الدقيقة الواحدة.
وهو قاعد بص لقى الطيارتين داخلين عليه في مرمى التنشين المباشر. ضرب عليهم طاقة من طاقات جهنم. وبالفعل وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى. وقع منها طيارة بالفعل والتانية اجبرها على العودة.
جيش الاحتلال الاسرائيلي اتصاب بحالة من حالات الجنون والغيظ المتناهي. لدرجة ان في صباح 20 يوليو 1969 عملوا حملات وشنوا هجمات على كل وحدات الجيش على خط القنال بالكامل.
بطولة ابراهيم الرفاعي فى معركة الجزيرة الخضراء .
وعايز اقول لك ان في عز المعمعة كل اجهزة الاتصالات اتدمرت. ما فيش اي وسيلة اتصال ما بين الجزيرة وبين القيادة. جالهم القائد البطل الشهيد ابراهيم الرفاعي. كسر الحصار الاسرائيلي. وصل هناك عشان يشوف اخبارهم ايه ؟ مين فيهم اللي لسة حي ومين فيهم اللي استشهد؟
قابله النقيب مجدي بشارة. قال له انا مش عاوز اي حاجة دلوقتي غير انك تشوف حل في الجندي اللي قدامك ده. الجندي كان اسمه محمد زكي عبده. كان مصاب اصابة شديدة جدا .العسكري عينه مفتحة احشاؤه برة والكتلة على دراعه ما بينطقش ما بيتكلمش وما زال حي. نظرات عينه للعميد مجدي بشارة نظرات قاتلة. نظرات واحد بيقول له الحقني انا بموت اعمل لي اي حاجة.
ابراهيم الرفاعي قال له شوف لي اي سكينة عندك او اي الة قاطعة عندك. وبالفعل عرفوا يجيبوا له سكينة كبيرة كانت موجودة عندهم في المطبخ اللي اتدمر من قصف المدفعية المصرية .
ابراهيم الرفاعي اخد السكينة ضرب بيها دراع العسكري فصله عن جسمه تماما وشاله واخده معه في الزوديك وكسر الحصار الاسرائيلي للمرة التانية ورجعه معه على القيادة.
ويشاء ربنا سبحانه وتعالى. ان الجندي ده يبقى له نصيب في انه يعيش. وده بشهادة القائد مجدي بشارة معركة الجزيرة الخضراء.
نتائج معركة الجزيرة الخضراء .
معرفوش ياخدوا شبر من الجزيرة الخضرء و ان بعد العملية دي كل قيادات عملية الجزيرة الخضراء الاسرائليين اللي قاموا بها كلهم اتحاكموا في اسرائيل. العملية دي لحد النهاردة اسمها في اسرائيل العملية سعار يعني بيوصفونا احنا بالسعار. عشان كنا مسعورين عليهم. وكانت خسايرهم 62 قتيل و110 مصاب. تدمير 8 مراكب مطاطية. تدمير 4 مراكب نقل جنود كبيرة. 4 مراكب نقل جنود صغيرة.
احنا خسايرنا كبيرة في معركة الجزيرة الخضراء . ولكن في النهاية دي معركة من معارك الشرف للجيش المصري. لانك في النهاية حافظت على ارضك. احنا مش مهم. احنا فدا الارض دي. كلنا نموت لكن البلد دي تعيش
