الجاسوس على العطفى مدلك الرئيس السادات |
ظل على العطفي مدى 7 سنوات داخل المقر الرئاسي وفي النادي الأهلي في طريق الخيانة. لحساب إسرائيل . حتى اوقعه رجل مخابرات مصري كبير.اتشهر عن الرئيس أنورالسادات وجود مدلك خاص ضمن الفريق الطبي. مسؤول عن التدليك والمساج الطبيعي. كل يوم الصبح تسمع صوت الحرس وهو بيقول استعد يا علي الريس جاي.
وبخطى ثابتة بيدخل القائد انور السادات بيستلقي على السرير الخاص بالتدليك. وتسمعه صباح الخير يا علي. فيرد علي العطفي ويقول صباح النور يا ريس. بيبدأ المدلك عمله وأثناء العمل بيسأل الرئيس عن احواله وعن صحته وعن القرارات الجديدة وتأثيرها على الناس في الشارع.
وللأسف كان من الصعب أن يدور في مخيلة قائد القوات المسلحة محمد انور ان نفس الايد اللي بتبقى لراحة جسده هي نفسها الايد اللي بعد دقايق معدودة هتمسك الحبر السري وتكتب رسايلها الخبيثة بنص الحوار الكامل اللي دار بينه وبين الزعيم السادات ويتم توجيه الرسالة للموساد في إسرائيل ليكون خائن.
نشأة الجاسوس على العطفى المدلك الخائن .
البداية بحي السيدة زينب سنة 1922م في القاهرة بتحتفل أسرة خليل العاطفي بمولد أبن جديد اطلقوا عليه أسم علي. التحق علي العطفى بالمدرسة ولكن تعليمه وقف لحد المرحلة الإعدادية وإنتهى بالمطاف وسط جراكن الزيت وصفايح الجبنة كصبي بقال .تطور به الحال أصبح العطقى صبي فران. ثم أصبح عامل في صيدلية. وجوة الصيدلية أتعرف على واحد من الافراد علمه مهنة التدليك. مهنة التدليك في التوقيت ده كانت تعتبر مهنة نادرة جدا. كان التدليك مقتصر فقط على أصحاب الطبقة الأرستقراطية فقط .
عدت سنين كتير والجاسوس على العطفي محلك سر . ما فيش اي تطور في حياته ولا جمال لحد ما وصل لسن واحد واربعين سنة والحياة سوداء فى نظرة. الفترة دي كان معروف عنه حبه للمال وأنه متطلع لغير محدود.
في سنة 1941م قدم الجاسوس علي العطفي طلب لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية عشان يهاجر لأمريكا. وبالفعل الطلب اتوافق عليه. بمجرد سفره لامريكا طلع من هناك على هولندا. وأول ما وصل لقي فرصة واتعرف على سيدة هولندية. وتزوج منها وأستطاع الحصول على الجنسية الهولندية.
تجنيد الجاسوس على العطفى لصالح إسرائيل.
كان كل هم الجاسوي علي العطفى جمع المال ومخالطة نادى الطبقة الأرستقراطية. بغض النظر عن الطريقة او الوسيلة. لكن للاسف شغله ما كانش مساعده. ولأنه خائن وفجأة وبدون تردد علي كان واقف قدام باب السفارة الاسرائيلية. وبيطلب من الحرس. مقابلة من في السفارة.في الاول تظاهروا ان هما مش عايزين يقابلوه. ولكن وافقوا قدام الحاح المصري الخائن اللي جاي متبرع خيانة. للسفارة الاسرائيلية. وبدون اي معاناة. بعد ما قابلوه ما وافقوش على طلبه بسرعة. ادوا له مهلة وقالوا له فكر وتعال لنا مرة تانية.
الحقيقة ان المهلة دي مش الجاسوس على العطفى . المهلة دي كانت لهم هم عشان يتأكدوا ان الجاسوس على العطفى ما لوش اي علاقة بالمخابرات العامة المصرية. وانه بالفعل جاي متبرع خيانة وده اللي اتاكدوا منه.
وان الجاسوس على العطفى لا يعشق في حياته الا المال. ما لوش لا وطن ولا مبدأ. وعشان كده وافقوا على تجنيده على الفور.
وبعد فترة ينتظر واثناء وجوده في أمستردام كان بيتمشى في احدى المتنزهات. وهو بيتمشى اصطدم ببنت في منتهى الجمال. لما اصطدم بها حاول انه يلحقها قبل ما تقع. وهو بيلحقها لقى الفتاة بتهمس في ودنه وبتقول له اقرا الورقة اللي في جيب البنت كانت بمنتهى الخفة. حطت له ورقة في جيب الجاكيت اللي هو لابسه.
المفاجأة اتضح بعد كده انها تابعة للموساد الاسرائيلي. طلع على الورقة من جيبه وقراها لقى مكتوب فيها قابلنا الساعة كذا في المكان كذا. وبالفعل راح الجاسوس على العطفى على المكان المحدد في الساعة المحددة. وهناك لقى المكان مظلم جدا. لا يسوده الا الظلام والصمت.
وفي أمستردام وسط حالة الصمت الشديد وقفت قدامه سيارة سوداء فخمة جدا. ولقى الجاسوس على العطفى باب السيارة بيتفتح والسواق بيقول له اركب بسرعة. اول ما علي ركب العربية لقى قدامه نفس البنت اللي اصطدم بها وهو بيتمشى ومشيت العربية لحد ما وقفت بهم قدام مبنى كبير.
وهناك وداخل احدى الغرف كان فيه في انتظاره الضابط الإسرائيلي ايلي بيرجمان ضابط الموساد كان مجهز لعلى العطفى برنامج تدريبي مكثف جدا. ولكن قبل ما يبدأ ميعاد كان لازم يوضعه تحت كل الاختبارات واول اختبار هو كشف الكدب عشان يتأكد ان علي ولائة الكامل لاسرائيل وانه ما لوش اي علاقة لا بمصر ولا بالمخابرات العامة .
وبالفعل تم وضع علي تحت كل الاختبارات وكانت كل سلبية اثبت ولاءه الكامل لاسرائيل. واصبح جاهز للتدريب و تأهيله .
اتدرب هناك بقى على اجهزة الاستقبال االارسال والشفرات والحبر السري وازاي انه يتخفى وازاي انه يهرب وقت اللزوم. وعشان الخطة تكمل كان لازم يتحول صبي البقال من مجرد مدلك عادي لخبير في العلاج الطبيعي. وده اللي حصل بالفعل انهم زوروا له شهادة الدكتوراه في العلاج الطبيعي. وبين يوم وليله تحول صبي البقال للدكتور على العطفى.
كانت خطة الضابط الإسرائيلى انه يعمل حملة دعائية كبيرة لعلي العاطفي. وامداده بالشهادات الطبية والمساعدات العلمية والدكتوراه والاجهزة والمستحضرات الطبية اللي على اعلى مستوى. ودعوته طبعا للمؤتمرات الطبية الدولية. ان سمعته توصل لكبار رجال الدولة المصرية الشخصيات العامة الوزراء وانه يختلط بالاوساط العليا وعلى رأسهم رأس الدولة شخصيا.
جاء مصر وفي فترة قصيرة اصبح علي خبير مشهور ونجم لامع في سماء التداوي الطبيعي في مصر كلها وطبعا بقى بيدعوه للمؤتمرات والندوات في الجامعات المصرية المختلفة. كل ده كان من ضمن الخطة للفت نظر السادات والطاقم الطبي الخاص به.
تجنيد علي العطفى في منزل الرئيس .
وافتتح بعدها اول معهد للعلاج الطبيعي في مصر في القاهرة. وكان علي هو عميد المعهد. وفي يوم من الايام تلقى مكالمة المنتظرة. مكالمة جاية له من مكتب رئاسة الجمهورية. سكرتارية الرئاسة اتصل عليه وقال له يا علي انت بقيت مدلك الرئيس شخصيا.
وفي يوم وليلة اصبح صبي البقال هو الدكتور مدلك للرئيس محمد انور . واصبح على مقربة من الرئيس ومن اسرتة بالكامل من فريق الاطباء وزادت نفوزه وصلاحياته واصبح على اطلاع بكل شيء بيتم داخل القصر الجمهوري. تخيل ! لما يبقى جاسوس الموساد داخل غرفة نوم رئيس الجمهورية.
خلال التوقيت ده وعلى الجانب الاخر داخل احد مكاتب المخابرات العامة في القاهرة . ضابط الاشارة بيتلقى بعض الاشارات والترددات والموجات اللاسلكية الغريبة. لكن المشكلة انهم ما كانوش قادرين يحددوا مكان الموجات دي جاية منين. والترددات دي صادرة من اي جهاز بالتحديد.
المشكلة ان الشفرات والرموز المستخدمة في الترددات كانت جديدة ما كنتش لسة اتعرفت بالنسبة لجهاز المخابرات العامة . مع تكرار الموضوع اصبح الامر مزعج بالنسبة للمخابرات العامة. وعشان كده تم اسناد المهمة والتكليف لسيادة العميد محمد نسيم او الملقب بقلب الاسد.
تولي الظابط محمد نسيم قلب الأسد العملية .
استلم الأسمر محمد الملف وبدأ يهتم ويشتغل على موضوع الترددات بمنتهى السرية. قدر بالفعل انه يتوصل لمكان ارسال الترددات. الكارثة الاكبر انه اكتشف ان الموجات دي او الترددات صادرة من المعهد الخاص بيه.والمعهد ده مملوك للدكتور علي العاطفي . لكن المعهد هو معهد كبير مليان ناس ما بين طلبة وبين زوار وبين اطباء. السؤال اللي كان بيدور في دماغه. مين اللي بيبعت الترددات دي من جوة المعهد.
بدأ انه تضيق عملية دايرة البحث لكن في الاثناء دي كان الجاسوس على العطفى بيزداد نفوذه. وكل ما يزداد بيزداد غروره لكن كان بيقل حرصه. في الوقت اللي كان كل يوم بيرمي جواباته في صناديق بريد مختلفة اصبح بيحط جواباته كلها في نفس صندوق البريد يوميا.
في نفس التوقيت ده كان قلب الأسد كل يوم بيلف على جميع صناديق البريد الموجودة في الحي وحي الزمالك بالذات لان المعهد موجود في حي الزمالك فكان كل يوم يلف على صناديق البريد ويفتح يشوف الخطابات المرسلة لحد ما اكتشف ان فيه واحد بيبعت خطاباته كل يوم لنفس العنوان.
بدأ يبحث عن الاسم اللي بيبعت الجوابات اكتشف ان الاسم ده مش موجود في حي الزمالك بالكامل. ولا موجود على ارض الواقع اصلا. فبدأ انه يتتبع مين اللي بيحط الجواب جوة صندوق البريد كل يوم.
لحد ما اكتشف الكارثة ان اللي بيحط الجوابات هو على العطفى . صعق من الكارثة. ده مدلك السادات. شخصيا خلى الموضوع سر بينه وبين رئيس المخابرات العامة. وقصدهم من السرية دي انه يفضلوا متكتمين على الموضوع عشان العطفى ما يشمش ريحة اي حاجة بتحصل حواليه.
وكان الاتفاق بين قلب الاسد ورئيس المخابرات العامة انه يتم التكتم على الموضوع لحد ما يقدروا يمسك دليل على الجاسوس العطفي بحقيقة خيانته واستمر الوضع في منتهى السرية لحد ما في يوم علي العطفى سافر لهولندا.
زي ما قلت لحضراتكم علي العطفى لما زاد نفوزه قل حرصه. وصلت به درجة الغرور اثناء وجوده في هولندا انه يمشي مع ضابط المخابرات الإسرائيلي في الشارع عادي جدا. في نفس اللي كان بيتمشى فيه مع ضابط الموساد في الشارع كانوا رجالتنا موجودين هناك وبيصوروا له عشرات الصور مع ضابط الاستخبارات.
اكتشاف الرئيس السادات الجاسوس على العطفى .
رجع لمصر جهز تقرير كامل وقدمه لرئيس المخابرات العامة المصرية اللي قام بدوره وسلم الملف للرئيس محمد انور .السادات لما شاف الملف اندهش دهشة كبيرة جدا. وقال ازاي المخابرات الإسرائيلية وصلت لاوضة نومي. سأل على مين الضابط اللي مسؤول عن الملف الخاص بـ علي العاطفي. ولما عرف انه نسيم طلب انه يقعد معاه شخصيا، وهنا شرح له العملية بالكامل.
وبعدها مباشرة أصدر الرئيس قراره بالقبض على الجاسوس على العطفى واضفاء صفة السرية التامة على الملف.
القبض على الجاسوس على العطفى ودهاء محمد نسيم .
وفي يوم اتنين وعشرين مارس 1979م تلقى علي العاطفي مكالمة من احد الاشخاص. قال له انه صحفي بجريدة روز اليوسف وانه عاوز يعمل معاه لقاء صحفي عشان يعرف الناس والشعب المصري بمزايا العلاج .وفي مساء يوم تلاتة وعشرين مارس بحي الزمالك الهادئ. يرن جرس باب بيته فتفتح الشغالة. تلاقي قدامها اربع رجال بملابس مدنية. وعلى راسهم القائد قلب الاسد.
دخلوا على مكتبه مباشرة وعرفوه بانفسهم. لكن الجاسوس علي العاطفي من غروره وغطرسته جري على سماعة التليفون وقال لهم انتم مش عارفين انا مين. انا هكلم السادات شخصيا. مسك نسم منه السماعة وقفل التليفون وقال له انا هنا بـ أوامر أصدرت من الرئيس. وهو بنفسه قاعد مستني مكالمة بالقبض عليك.
حاول علي العطفي انه يكدب ويراوغ وانكر علاقته تماما بإسرائيل . ولكن محمد نسيم وواجهه بالصور اللي صوروها له مع ضابط الموساد. وهنا علي العطفي انهار على كرسي المكتب. واعترف بكل شيء.
من احدى محاولات المراوغة لعلي انه كان بيقول ان الموساد الاسرائيلي عرض علي الاقامة الدائمة في اسرائيل انا واسرتي. ايه رأيكم ان انا بالفعل اسافر اسرائيل انا والاسرة ومن هناك ابقى عميل مزدوج لمصر ضد اسرائيل.
رد عليه نسيم وقال له ما عندناش مانع المهم انك تتعاون معنا وتقول لنا اللي حصل بينك وبينهم عشان نقدر نفكر في الموضوع ده بشكل سليم ونعرف نتصرف فيه ازاي.
وبالفعل استطاع استدراج الجاسوس لحد ما ارشد عن مكان الحبر السري والرسايل وجهاز الارسال والاستقبال وكتاب الشفرة وتم الضبط عليهم وتم القبض عليه ذليلا .
الحكم على الجاسوس على العطفى .
وتم احالة الجاسوس علي العطفي للتحقيق في النيابة وهناك تم التحقيق على مدار عشرين يوم كاملين. وبلغت صفحات التحقيق الف صفحة. وتم احالته للمحاكمة وتم صدور الحكم عليه بالاعدام في القضية رقم اربعة لسنة تسعة وسبعين. محكمة امن دولة عليا.بعد صدور الحكم بالاعدام تدخل انور السادات. وخف الحكم خمسة عشر سنوات فقط.
موقف ابن الجاسوس على العطفى وأهله منه .
ابن علي العاطفي الاكبر و زوجته راحوا لاحدى الصحف ودفعا ثمن اعلان . كتب في الاعلان ان جميع عائلة العاطفي بتتبرأ منه. وأن هو شخصياً بيتبرأ من أبوه.يوم واحد أبريل 1990م في عهد مبارك فاضت روح العاطفي لبارئها. رفضت أسرتة إستلام الجثة او دفنها. وهنا أضطرت شرطة السجن انها تدفنه بمدافن الصدقة.
رحمة الله على البطل الراحل أنور السادات ونيم ورحمة الله على أبطالنا الشهداء. ولعنة الله على كل جاسوس خائن لأرض الوطن.