صورة حقيقية لأبطال معركة رأس العش |
معركة رأس العش أول معركة دارت بين المصريين والأسرائليين بعد نكسة 1967 وأول حروب معارك حرب الأستنزاف لأحتلال مدينة بورفؤاد الذي انتهت بهزيمة الاسرائيلين وبدايه استرداد كرامة الجندي المصري .
ما قبل معركة رأس العش .
بعد اعلان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تنحيه عن منصبه. البلد في التوقيت ده كانت وصلت لاسوأ مراحلها. الارض محتلة. الجيش وادمر الريس بيتنحى. الشعب بيغلي والعالم كله واقف يتفرج عليه.
على الجانب الاخر ليفي اشكور رئيس الوزراء الاسرائيلي استدعى موشية ديان وزير الدفاع الاسرائيلي لمكتبه. وحسب ما تم زكره في مذكرات موشيه ديان دار بينهم الحوار التالي.
موشيه ديان اول ما وصل مكتب ليفي اشكول لقى ليفي بيستقبله على الباب بابتسامة عريضة وقال له لقد تنحى ناصر يا موشية فرد عليه ديان وقال له ورأيك كده ممكن مين اللي ييجي بعده فرد عليه ليفي اشكول وقال له مش مهم مين اللي هيجي بعده المهم دلوقتي ان لسة فيه حاجة واقفة في حلق اسرائيل.
اندهش موشيه ديان وبص له باستغراب لكن قبل ما ينطق بكلمة شاور له ليفي بايده على نقطة على الخريطة وقال له النقطة دي. النقطة اللي شاور له عليها كانت مدينة بورفؤاد. وبور فؤاد هي المنطقة الوحيدة في سيناء اللي اسرائيل ما دخلتهاش من خلال رأس العش .
عشان كده كانوا عايزين يعملوا اي حاجة وباي تمن عشان يدخلوها ويسيطروا على الميناء وعشان لو قدر يسيطر على بورفؤاد تبقى مدينة بورسعيد كلها تحت رحمتهم .
غرور الاسرائيلين وثقتهم باحتلال بوفؤاد عن طريق رأس العش .
عايز اقول لك ان وصلت بهم الغرور في التوقيت ده. وقبل ما يدخلوا بورفؤاد انهم اعلنوا للشعب الاسرائيلي كله ان اول اجتماع للوزارة هيكون داخل بور فؤاد وهيقتحموا رأس العش . وان على راس الاجتماع ده هيبقى متواجد ليفي اشكول رئيس الوزراء وموشي ديان وزير الدفاع وجولدا مائير وزيرة الخارجية.
سبب معركة رأس العش .
في نفس التوقيت ده قيادة الجيش المصري عشان تساعد من بورسعيد بعتوا هناك كتيبة اسمها الكتيبة 43 صاعقة بقيادة الرائد سيد الشرقاوي وبالفعل وصلت الكتيبة لبورسعيد واستقروا وعسكروا داخل مدرسة اسمها مدرسة اشتوم الجميل. وكانوا بيأدوا كل تدريباتهم في سرية داخل المدرسة ليكونوا جاهزين لاي معركة برأي العش .
ويوم 25 يونيو سنة 1967 . الساعو الواحدة ظهراً بيوصل المدرسة ظابط مخابرات من مكتب بورسعيد طلب انه يقابل رئيس عمليات الكتيبة 43 .النقيب احمد شوقي الحفني جايب في ايده خريطة فردها على المكتب شاور بايده على نقطة على الخريطة وقال له جت معلومة ان اليهود هيسلكوا الطريق ده عشان يدخلوا بورفؤاد. اجهز وجه رجالتك.
التحضير لمعركة رأس العش .
في التوقيت ده بقى كان كل السلاح اللي مع الافراد في الكتيبة عبارة عن سلاح خفيف. ما فيش معهم اي سلاح تقيل تماما. فرد عليه النقيب احمد شوقي وقال له طيب دلوقتي لو هم اتحركوا. انا هاواجه بايه ؟ انا محتاج سلاح تقيل ضروري عشان اقاوم فى معركة رأس العش .
وبعد 48 ساعة وتحديدا يوم 27 يونيو 1967 وصل الدعم للكتيبة. الدعم ده بقى كان عبارة عن ستة ار بي جي فقط. السلاح ده مضاد للدبابات روسي الصنع من طراز سفن. وكان لسه جاي مصر في صناديقه ما اتفتحتش. وما فيش ولا جندي واحد اتدرب عليه.
واول ما فتحوا الصناديق عشان يطلعوا الاربيجيهات منها. تفاجئ مشكلتين. المشكلة الاولى ان الاربيجيهات جاية بدون زخيرة. المشكلة التانية ان كتالوجات الاستخدام مش موجودة جوة الصناديق. طيب هيستخدموها ازاي ؟
المهم ان هم بلغوا القيادة في وقتها بالمشكلتين لتحقيق الانتصار فى معركة رأس العش . القيادة تاني يوم اللي هو 28 يونيو بعتوا لهم الزخيرة. كده مشكلة الزخيرة اتحلت. يعني السلاح موجود والزخيرة موجودة. طيب هيستخدمو السلاح ازاي لسه فى مشكلة موجودة .
طبعا اللي باقوله علية دلوقتي ده ممكن يخليك تستغرب. لكن مش عايزك تستغرب لان في الوقت ده كنا لسة خارجين من النكسة باسبوعين فقط. وما كانش لسة فيه اي تنظيم للجيش ولا وحداته ولا سلاحه ومعركة رأس العش اول معركة بعد الأستنزاف .
واتضح ان الاتحاد السوفيتي ما بعتوش كتالوجات التدريب. يعني ما كنش مكفيهم انهم بيبعتوا بواقي السلاح اللي عندهم. لكن كمان بيبعتوه بدون ما يوضحوا طريقة استخدامه.
ولاحظ دا نفس الموقف اللي عملوه لما مصر طلبت منهم سلاح دفاع جوي. بعتوا مع السلاح خبراء روس علشان هم اللي يشغلوا منصات صواريخ الدفاع الجوي الخبراء الروس اللي طردهم بعد كده الرئيس السادات .بالبلدي كده كان بيبعتلك السلاح وبيقول بينه وبين نفسه يا رب ما يعرفوا يستخدموه.
المهم ان كان فيه واحد من ابطال الكتيبة اسمه البطل المساعد حسني سلامة. دا بئه بطل معركة رأس العش .
حسني سلامة كان عنده خبرة عسكرية كبيرة. وسبق واشترك في حرب اليمن. راح للقائد وقال له انا ممكن ادرب العساكر على الار بي جيه ده. المهم ان القائد بتاعه الرائد سيد الشرقاوي اختبر حسني سلامة في استخدام الار بي جيه. وبعد ما نجح قال له انت مهم بقى تدرب زمايلك. ولازم تدربهم في اسرع وقت ممكن. وفي نفس اليوم مباشرة بدأوا في تدريب العساكر نظريا على استخدام الار بي جي الجديد.
في صباح يوم 30 يونيو . الساعة عشرة صباحا. بيوصل للمدرسة الملازم تحسين عبدالقادر. بيبلغ قائد الكتيبة ان اليهود اتحركوا فعليا. وانهم في طريقهم دلوقتي لبور فؤاد. ولازم تجهز رجالتك حالا وتتحرك بسرعة وتبدأ معركة رأس العش .
اتحركوا بسرعة بعربية عسكرية وسلكوا طريق اسمه طريق المعاهدة. لحد ما وصلوا نقطة اسمها نقطة ارشاد السفن في رأس العش. وهناك نزلوا القوات البحرية كانت مجهزة لهم لانش. اخدوه وعدوا بهم القناة للضفة الشرقية. واليوم ده كان اول يوم الجنود المصريين يعبروا القناة بعد النكسة بتلات اسابيع فقط .
تمركز القوات فى معركة رأس العش وعددهم .
النقطة دي اسمها نقطة لسان رأس العش. ودي بقى عبارة عن منطقة مفتوحة. ما فيش اي سواتر فيها. على يمينك ملاحات رخوة. على شمالك مية القناة. والنقطة اللي فيها ده الطريق الصلب الممهد الوحيد اللي لازم اليهود يعدوا منه عشان يدخلوا بورفؤاد.
جم رجالتنا بقى عند النقطة دي واتمركزوا. وقال لك اليهود عايزين يروحوا بور فؤاد يعدوا على جثثنا في معركة رأس العش.
المهم ان هم وصلوا هناك الساعة واحدة الضهر. وطبعا زي ما قلت لحضرتك المنطقة هناك مفتوحة. يعني اي سواتر تماما. بدأ بقى كل واحد فيهم يعمل لنفسه حاجة اسمها الحفرة البرميلية. طيب دور بقى على عدة الحفر ما فيش. راحوا جايين خالعين السمكيات من السلاح. وبدأوا كل واحد فيهم يعمل لنفسه حفرة عشان ينزل فيها.
كل اللي بقوله لك ده والعدو على بعد اتنين كيلو منهم واقف متمركز بمعداته. طيب القوة بتاعة العدو كانت عبارة عن ايه ؟ كانت عبارة عن 13 دبابة و5 مجنزرات و300 جندي اسرائيلي.
الساعة تلاتة العصر. العدو بعت طيارة استطلاع صغيرة اسمها سوبر بيك اب. كانت طايرة فوق رجالتنا على ارتفاع منخفض جدا لدرجة ان واحد من الابطال بيحكي ويقول ان درجة انخفاض الطيارة خلتنا نشوف الطيار وهو بيبص علينا وبيضحك. وكأن لسان حاله بيقول المصريين دول مجانين ولا ايه دول اكيد جايين يموتوا.
والدليل على استهتارهم انهم ما بعتوش طيران يضربهم. قال لك لا مش مشكلة بقى. خلي الدبابات تعدي عليهم.
المعروف ان اليهود مالهمش في المواجهات المباشرة. يعني مهما بلغت قوته ومهما بلغ ضعفك ما يواجهكش راجل لراجل. اومال بيعمل ايه
يبعت لك قوة في وجهك. فتقوم تبعت قواتك علشان تشتبك معه. لكن في نفس الوقت بيكون بعت لك قوة تانية تطوقك من ضهرك يمين وشمال. بحيث ان انت حتى قبل ما تضرب طلقة واحدة ناحية القوة اللي بتواجهك تلاقي الضرب اشتغل عليك من كل اتجاه. وبكده يكونوا قدروا ينهوا اي معركة لصالحهم في اقل وقت ممكن وباقل خساير.
وبالمناسبة ده كان نفس اسلوبهم في المعارك الجوية. كانوا بيطلع طيارة تلفت انتباه الطيارين المصريين وتظير فى خط مستقيم بدون اي مناورات فالطيار المصري يطلع يجري وراها علشان يصطادها ومش عارف ان في طيارتين تانيين مستنيين يطلعوا وراه علشان بمجرد ما يظبط نفسه على الطيارة الاولى اللي هي طايرة في خط مستقيم عشان يضربها .الطيارتين اللي وراه يضربوه.
ومش عارف ان الطيارة الاولى طايرة في خط مستقيم علشان هو كمان يطير في خط مستقيم. فيبقى سهل للطيارين اللي وراه انهم يضربوه. لحد ما الطيارين المصريين عرفوا اسلوبهم وبدأوا هم اللي يصطادوا الفانتوم بالميج 17 رغم اختلاف قدرات الطيارتين.
وبعد ما طيرت الاستطلاع الاسرائيلية رجعت وتحديدا الساعة اربعة العصر وصل للقوى المصرية دعم عبارة عن مدفع طراز بي تن مضاد للدبابات. خد بالك هنا ان المدفع وصل بعد ما طيارة الاستطلاع الاسرائيلية رجعت. يعني القوة الاسرائيلية ما تعرفش ان القوة المصرية معها مدفع مضاد للدبابات. وده كان عنصر مفاجأة قوي جدا ومن بين الدعم كمان اللي وصل 6 افراد مسلحين ببنادق خفيفة وجهاز اشارة ومدفع رشاش متوسط ومعه زخيرته 250 طلقة.
الساعة خمسة العصر جت لهم اشارة من القيادة من الرائد سيد شرقاوي. قال لهم انا بعت لكم سرية دعم هتبقى موجود على الجانب الغربي والسرية دي هتبقى بقيادة النقيب سيد امبابي والملازم حامد جلفون ومعهم خمستاشر جندي ومسلحين بمدافع
وبكده تبقى القوة بتاعتنا في معركة رأس العش عبارة عن مجموعتين المجموعة الاولى بقيادة النقيب حامد عبدالله ودي موجودة على خط مستقيم في المواجهة المباشرة مع العدو وعلى مسافة اتنين كيلو منه. المجموعة التانية بقيادة النقيب سيد امبابي. ودي موجودة في الخلف من الناحية الغربية.
يعني كده ضرب النار بتاعنا هيكون من اتجاهين. واحد من الاتجاه المباشر وواحد من الناحية الغربية. واستمر وضع الهدوء ده ما فيش ولا طلقة اتضربت لحد اخر ضوء في النهار.
تفاصيل معركة رأس العش .
قبل المغرب بعشر دقايق مباشرة بدئت معركة رأس العش و بدأ اليهود يوجهوا نيرانهم على القوة اللي في الناحية الغربية. قال لك نبدأ بقى اللي بالناحية الغربية عشان دول بعيد عننا. اما اللي قدامنا دول فامرهم سهل. هنعدي عليهم بدبابتنا ونهرسهم.
عشان كده بدأوا يكسفوا كل نيرانهم على القوة الغربية استمر بقى تبادل اطلاق النار لمدة تلات ساعات كاملين. لحد ما اليهود استهدفوا صهريج خرساني للمية ضخم جدا. الصهريج طبعا لما انفجر ادى لاستشهاده اصابات عدد كبير من القوة اللي في الناحية الغربية. وبعدها سكت ضرب النار من ناحيتهم تماما.
كده اليهود بقى اطمنوا ان الناحية الغربية معركة رأس العش خلصوا منهم فى . ما بقاش قدامهم بقى غير المجموعة اللي في المواجهة المباشرة للمعركة . في التوقيت ده كان الليل طبعا ليل والدنيا ضلمت كحل. مجموعة من الجنود اللي كانوا راقدين في الحفر بدأوا بقى يطلعوا من الحفر وراحوا زرعوا الغام في الطريق الممهد اللي جاي عليهم اللي هو اللسان بين الملاحات الرخوة والقناة .
والساعة تسعة تماما. بد اليهود بقى يتحركوا بدباباتهم ومعداتهم في طريقهم للامام. فضلوا ماشيين لحد ما وصلوا منطقة الالغام. اول ما وصلوا هناك انفجر اول لغم وانفجرت اول مجنزرة. وبعد انفجار اول لغم دي كانت اشارة الضرب المتفق عليها. وبعدها رجالتنا فتحوا النار عليهم من كل اتجاه.
نفس الوقت ده بدأ اليهود يستخدموا ضدنا طلقات الدبابات. هنا بقى بييجي دور الار بي جي. لكن المشكلة ان ما فيش ولا جندي فيهم اتدرب بشكل عملي على الار بي جي الجديد. كل التدريب اللي اتدربوه كان تدريب نظري. يعني يفك يركب يعمر لكن ما فيش ولا واحد فيهم استهدف اي هدف بشكل عملي الوحيد اللي كان بيعرف يستخدم الار بي جيه ده هو البطل حسني سلام.
وعشان كده بقى بقت العساكر مهمتها انها تعمر الار بي جي. ييجي البطل حسني سلامة بطل معركة رأس العش يمسك الأربيجيه ينشن ويضرب. يسيب العسكري ده ويروح على اللي بعده. ياخد الار بي جي ينشن ويضرب ويسيب ده ويروح اللي بعده. وهكذا. وبعد كده يرجع للعسكري الاولاني.
وكان بيخلي العساكر ما فيش ولا جندي فيهم يركز في مكان واحد. يعني يا دوب طلقة الار بي جي تضرب فالجندي يقوم من مكانه يروح مكان تاني. لان اكيد طبعا اليهود هيرصدوا مكان الضربة. وبالتالي هينشنوا على صاحب ما اليهود بدأوا يستخدموا حاجة اسمها القنابل الفسفورية. ودي قنابل بتضرب في الجو. تضيء المكان بالكامل.
وللاسف بعد ما بدأوا يستخدموها اثرت علينا بشكل كبير جدا جدا. اتصاب من عندنا اكتر من جندي واستشهد البطل الملازم محمود الجزار.
واستمرت معركة رأس العش لحد الساعة اتنين صباحا. الساعة اتنين تفاجأ قائد الموقع باتصال جاي له على جهاز الاسلكي واول مرد اللي لقي معاه على الخط الرئيس جمال عبدالناصر. وقال له بلغ كل الرجالة انه صدر قرار بترقيتهم للرتبة الاعلى ومنحهم نوط الشجاعة. اثبتوا يا رجالة وربنا معكم. رد عليه القائد وقال له مش هيعدوا يا فندم الا على جسسنا.
خدعة اليهود اثناء معركة رأس العش وذكاء الجندي المصري .
عدها بدقايق فجئت القوى المصرية بان ضرب النار وقف. ودي كانت خدعة معركة رأس العش من اليهود وسمعوا صوت كأن في عناصر بتتحرك. عيدان البوص الموجودة بين منطقة اللسان والملاحات. لكن قبل ما يضربوا عليهم نار نده الرقيب حسني سلامة على زمايله وقال لهم ما حدش يضرب نار. ورفع مدفع الار بي جيه ونشن على مصدر الصوت وضرب قذيفة.
اتاري القوة الاسرائيلية كانت زارعة في نفس المكان جهاز تشويش. بيطلع اصوات مختلفة من بينها صوت جنود بتتحرك. طيب ايه الهدف الهدف ان القوى المصرية تفضل تضرب نار في اتجاه جهاز التشويش وهم فاهمين انهم بيضربوا على جنود بيتحركوا فعلا لحد ما القوة المصرية تخلص زخيرتها لان ما فيش عناصر بتتحرك اصلا ده مجرد جهاز تشويش مزروع في الارض وبالتالي ضربهم كله في الفاضي وهيفضلوا يضربوا لحد ما زخيرتهم تخلص ومش هيبقى قدامهم بعد ما زاخرتهم تخلص غير انهم ينسحبوا.
وهنا رقيب حسني سلامة لما حس ان حركة الجنود اللي سمعها مش طبيعية شك ان في حاجة غلط. فكان قراره انه يطهر نقطة مصدر الصوت بالكامل. بدل ما يستهدفها بطلقات بندقية الي. وفعلا طلع تخمينة ه صح. وهنا لازم نقف شوية.
لك ان تتخيل ان ده زكاء ومهارة وكفاءة جندي مصري في معركة رأس العش واحد برتبة رقيب لو وحدة صاعقة كانت عملت ايه ؟ هقول لك وحدات صاعقة عملت ايه ؟
فجأة وفي وسط ضرب النار والمعركة على اخرها بتسود حالة من الصمت والهدوء التام. ما فيش ولا طلقة نار واحدة خارجة من عندهم. طبعا الرجالة عندنا استغربوا جدا. هم اليهود وقفوا ضرب نار مرة واحدة كده ليه ؟
وكان الاستنتاج مادام اليهود وقفوا ضرب نار علينا يبقى مليون في المية في حاجة حوالينا او ورانا اليهود خايفين يضربوها. يبقى مليون في المية في عملية تطويق بتحصل دلوقتي. واكيد اليهود جايين من ورانا.
وبالفعل اللي حسبوه لقوه. فجأة سمعوا صوت بقى جاي من الخلف بيتكلم بلغة عربية سليمة. يأمرهم كلهم. ارفع ايدك وسلم سلاحك.
اول واحد تنبه للي بيحصل كان البطل حسن سلامة. صرخ في كل زمايله انزلوا انزلوا يهود ورانا. يهود ورانا. طبعا عشان كل زمايله ينزلوا في الحفر. وهو الوحيد اللي ما نزلش حفرته. جري على مدفع الجرنوف لان اللي كان واقف على المدفع اتصاب. مسك المدفع وجهه على مصدر الصوت. وفتح النار عليهم ما وقفش ضرب لحد ما اتأكد ان كل اللي جايين من الخلف تم القضاء عليهم تماما.
كانوا عبارة عن سبع جنود اسرائيليين التفوا من ورانا عشان يطوقوا رجالتنا. ما فيش دقايق ورجع الضرب مرة تانية وبمنتهى الكثافة. وعايز اقول لك ان في التوقيت ده كان معظم ابطالنا اتصابوا. ومع ذلك فضلوا ماسكين سلاحهم متمسكين بارضهم مستمرين في معركتهم. كانوا كلهم على جملة واحدة. مش هنسيب ارضنا الا على جثثنا.
انسحاب الاسرائيليين من معركة رأس العش .
واستمر بقى ضرب النار بينهم. لحد قبل ظهور اول للنهار. وبعدها توقف ضرب النار من اليهود تماما. لكن المرة دي سمعوا صوت المحركات وهي بتلف وبترجع واكتشفوا ان العدو بينسحب او بمعنى اصح جات لهم اوامر بالانسحاب.
نتيجة المعركة ببورفؤاد .
ومع طلوع النهار يوم واحد يوليو سنة 1967. كانت نتيجة معركة رأس العش تدمير تلت دبابات وكانت النتيجة بالنسبالنا استشهاد نص المجموعة واصابة النص التاني الوحيد اللي رجع سليم سيرا على اقدامه كان البطل حسن سلامة واصابة طفيفة لقائد المجموعة الملازم فتحي عبدالله
تاني يوم مباشرة من معركة رأس العش اتعمل اجتماع عاجل عندهم برئاسة مشيه ديان. وصدرت الاوامر بعدم المرور لبور فؤاد مرة تانية تماما. وفضلت بور فؤاد البلد الوحيدة اللي اليهود ما دخلوهاش من سبعة وستين لتلاتة وسبعين.
معركة رأس العش دي سبب اهميتها انها فاتحة المعارك في حرب الاستنزاف. المعركة دي كانت سبب في رفع الروح المعنوية للجيش المصري كله. وخد بالك ان انا هنا بقى في المعركة دي بالمذات مش بتكلم عن معركة جيش. انا هنا باكلمك عن عقيدة الجندي المصري. عقيدة الفرد من الشعب المصري. عنده استعداد يضحي بدمه عشان تراب البلد دي.