عملية الحفار الإسرائيلي كيتنج من ملفات المخابرات العامة المصرية

عملية الحفار رد علي ما بعد نكسة سبعة وستين وإحساس الصهاينة ان هم خلاص ملكوا الارضو وانتصروا على القوات المسلحة الحربية المصرية. وفي عز ما كانت مصر بتعيد بناء جيشها وبتحارب بقوة في حرب الاستنزاف حتي الصهاينة ان هم يسبتوا للعالم كله ان مصر خلاص بقت كلها بتاعتهم .

عملية الحفار
الحفار كيتنج بعد تدميره

اعلان اسرائيل التنقيب فى البترول في خليج السويس

تيجي سنة سبعين وتتفاجئ مصر والعالم كله ان أعلنت إسرائيل وقررت ان هي تستأجر اكبر حفار من الحفارات البحرية في العالم. الحفار دون كان اسمه الحفار كينتنج واسرائيل بقى كانت عايزة تستخدم الحفار ده في ايه ؟ في التنقيب عن البترول في خليج السويس .

طبعا النية ما كانتش التنقيب عن البترول وأستخراج خير مصر وبس لأ ده كان معناه أذلال مصر قدام العالم كله وكمان أذلال مصر قدام شعبها وبالمرة يضربوا الروح المعنوية اللي هي أصلا مضروبة من بعد حرب سبعة وستين للشعب المصري والعالم العربي اللي كان في التوقيت ده بيسأل سؤال واحد هل فعلا مصر وجيشها بيقفوا على رجليهم ولا دي برضو أوهام وضحك على الدقون وأعلام فاسد زي اللي حصل في النكسة .

تيجي إسرائيل وتقول للعالم كله اهو خليج السويس ملكي ومصر اللي بتقول جيشها بيقوم ما تعملش حاجة غير الفرجة وده طبعا كان بيزيد غليان غضب كل المصريين اللي شايفين دولتهم لا قادرة تحارب ولا قادرة ترجع سيناء ولا حتى قادرة ان هي تحاتفظ علي ثرواتها وحقوق شعبها دا شغل صهاينة صح علشان كده اصبح موضوع الحفار ده تحدي قدام العالم كله واصبحت مسألة كرامة او ذل .

علشان كده اصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اللي كان ابتدى يفوق وينضف البلد من كل اللي خربوها وفسدوا فيها واصدر تعليماته للسيد أمين هويدي رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية في التوقيت ده عملية لضرب الحفار وان الحفار ده لازم يدمر باي تمن وقبل وصوله لمصر .

تولي محمد نسيم عملية الحفار

طبعا السيد اللواء أمين هويدي كان محتاج للعملية دي لواحد لازم يكون قلبه ميت وكفاءته وزكاؤه ما يختلفش عليها اتنين علشان كده اسند العملية الخطيرة دي لمحمد نسيم اللي اتشهر باسم نديم قلب الأسد رجل المهام الصعبة في صولاته وجولاته معاهم واللي عمله فيهم.

ومحمد نسيم قلب الأسد مجرد ما جاله التكليف بالمهمة ابتسم زي ما قال السيد هويدي في مزكراته وقال بنفسه اول ما بلغت محمد نسيم بالعملية ضحك وقال لي ماتش جديد معاهم بس ده هيبقى اهم ماتش في عمري وتولي عملية الحفار .

وفي أسرع وقت درس محمد نسيم قلب الأسد الأمر وأجتمع مع السيد أمين الهويدي لوضع الخطة عامل السرعة كان في منتهى الخطورة وكان قدامه سيناريوهين ما لهمش تاني الاولاني لتدمير الحفار في مية البحر الأحمر بمجرد ما يدخل الاراضي المصرية .

بس المصيبة ان اسرائيل اختارت الحفار ده بالذات غير انه من اكبر حفارات العالم كان فيه سبب خطير أكتر من كده أن الحفار ده مملوك لخمس دول امريكا وانجلترا وكندا واسرائيل و قاطرة الحفار هولندية وبالتالي كانت اسرائيل متأكدة ان مصر والمصريين ما يقدروش يضربوا الحفار ده داخل حدودهم. لان مصر لو ضربت الحفار هتبقى بكده بتعادي خمس دول من اكبر دول العالم .

يبقى ما فيش غير السيناريو التاني. الحفار ده لازم يضرب قبل ما يدخل مصر او البحر الأحمر خارج الحدود المصرية .

طب هو الحفار جاي منين ؟ الحفار من كندا ويمشي في المحيط الاطلنطي ويكمل في طريق رأس رجاء الصالح . لان قناة السويس طبعا في التوقيت ده كانت مقفولة . وبعدين يمشي بمحاذاة الساحل الافريقي الغربي ثم يدخل البحر الاحمر. ومنه الخليج السويس.

فقرر محمد نسيم بعد دراسة مستوفاه. ان المكان الامثل لضرب الحفار هيكون في الافريقي الغربي ويستعين برجالة الضفادع البشرية ويزرعوا مفرقعات في الحفارة وبدأت رجال المخابرات في تشكيل مجموعات استطلاع وتجميع معلومات باقصى سرعة ممكنة وخصوصا ان الحفار للاسف بدأ يتحرك وبتقدر في طريقه لمصر .

والعالم كله بيترقب وهم بيتفرجوا على الحفار ولما ييجي هيخلي مصر مضحكة قدام العالم كله. علشان كده العملية دي كانت واحدة اكبر قدر من تركيز المخابرات وكل اجهزة القوات المسلحة . لان الكل كان شايف ومتأكد ان هي مسألة كرامة .

التخطيط لعملية ضرب الحفار كيتنج

بدأت المخابرات العامة في تكثيف اتصالاتهم بعملاء مصر في أفريقيا علشان تتم مراقبة سير الحفار وفعلا بدأت المخابرات في جمع بعض المعلومات وتم تجهيز المعدات اللي هتستخدم في العملية على اعلى درجة من السرية .

وسافر محمد نسيم اسكندرية واختيار الرجال من البحرية والضفادع البشرية بنفسه اللي كانوا على أعلى درجة من الكفاءة والرجولة والوطنية بقيادة البطل المصري خليفة جودت و الملازم محمود سعد اللي قال له هو ورجالة بعد ما عرفوا بعملية الحفار ان هم هيعرفوا الصهاينة والعالم كله مين هم المصريين .

كده اصبح كل شيء تمام. المعلومات اتوفرت على اعلى درجة متاحة. والمتفجرات تم الحصول عليها وتجهيزها على اعلى درجة من القوة والكفاءة. ورجالة الضفادع مجموعة التنفيذ اصبحوا مستنيين الاشارة لبدء العملية .

ما بقاش فاضل غير التنفيذ بس كان في مشكلة كبيرة بتواجه محمد نسيم ورجالته الاسرائيلين مكانوش بالغباء ان هما يسيبوا الحفار يمشي الطريق ده كله لوحده لانهم كانوا شاكين ولو واحد في المليون ان الحفار دون ممكن يكون مستهدف وخصوصا ان الموضوع مش بسيط والفضيحة بتاعته كانت شاغلة العالم كله .

علشان كده الحفار كان عليه عناصر من الموساد وكمان كان معهم أفراد من القوات الخاصة الاسرائيلية و البحرية الإسرائيلية علشان التأمين يكون على أعلي درجة. ده غير ان الموساد كانوا بيختاروا طرق سرية وكانوا بيغيروها كل شوية. وطبعا ما كانش ساعتها في أقمار صناعية تقدر ترصد السفن او خط سيرها وتصورها .

تيجي في نفس التوقيت معلومة من أحد الجواسيس الأفارقة اللي بيشتغلوا لصالح مصر ان الحفار داخل على داكار بالسنغال . وفعلا يطير محمد نسيم على روما ومنها على باريس ومنها على السنغال علشان يتأكد بنفسه ان المعلومة دي ويعمل عملية إستطلاع ولما أتأكد من المعلومة عمل خطة لرجالة الضفادع علشان يقدر يدخلهم السنغال .

طبعا مكنش في رحلات مباشرة بين مصر والسنغال في التوقيت ده فسافرت رجال الضفادع المصرية لفرنسا كفنيين تشييد كباري لأن في التوقيت ده كانت السنغال فاتحة اتصالات مع المكاتب الهندسية الاوروبية لاستيراد عمالة فنية مدربة لتشييد كباري عندها .

وفعلا الرجالة وصلت السنغال على أساس مناقصة كان لسه هيتم طرحها في السنغال. وبدأوا في التجهيز للعملية .

لكن للاسف تحصل مفاجأة وحشة . البحرية الفرنسية بعد اتصالات من أمريكا وإسرائيل خرجوا لانشات لتأمين الحفارة ولما الفرنساويين حسوا بخطورة اخدوا قرار وابلغوه إسرائيل بسرعة رحيل الحفار من السنغال في أسرع وقت ممكن. لان وقوفه اكتر من كده هيبقى فيه خطورة .

وطبعا محمد نسيم بعد ما لقى فعلا الحفار بدأ يتحرك قرر بالغاء عملية الحفار . بس عارف ومتأكد ان الرجالة اللي لسه كانت واصلين لو مشيوا بالسرعة دي وقبل ميعاد المناقصة اللي المفروض وهم جايين عشانها هيتكشف الامر كله.

فاضطروا ان هم يحضروا المناقصة تاني يوم فعلا وعملوا خناقة كبيرة في المكتب الهندسي بتاع تسجيل المناقصات واعترضوا على مبلغ التأمين. وطبعا راحوا واخدين بعضهم ومشيوا .

ويرجع محمد نسيم ورجالته للقاهرة مرة تانية ويزيد التوتر اكتر واكتر والموقف يزداد خطورة الحفار اتحرك وما حدش عارف هيقف تاني امتى وفين لكن برضو ربنا كبير .

توصل معلومة للمخابرات العامة المصرية في منتهى الخطورة من قبطان مصري اللي كان بيقود إحدى السفن في عرض البحر وشاف بفسه السفينة اللي بتقطر الحفار ماشية بسرعة بطيئة وبسرعة اقل من المسموح بها في المنطقة دي في عرض البحر وده معناه ان في عطل في محرك من المحركات بتاعتها ولازم يتم تغييره في أسرع وقت وحدد لهم المكان اللي شاف الحفار والسفينة فيه .

لما اتحسبت الحسبة أتأكد رجالة المخابرات ومحمد نسيم أن لو المعلومة دي صحيحة فلازم الحفار والمركب اللي بتقطره يقفوا في ميناء ابيدجان دولة ساحل العاج في كوت ديفوار. لان ده اقرب مينا لها. ومش كده وبس. ده كمان اتحسب هيوصل امتى بالظبط في ميناء ابيدجان وتعمل المخابرات العامة حاجة لا يتخيلها عقل في التوقيت ده .

دور فيلم عماشة فى الأدغال في عملية الحفار

استدعت رجالة المخابرات محمد سالم والفنان محمد رضا فؤاد المهندس و صفاء أبو السعود وطلبوا منهم يعملوا فيلم في أسرع وقت ممكن تدور أحداثه في الغابات وان الموضوع دون في منتهى السرية والخطورة .

ويتحرك مرة تانية محمد نسيم لباريس ومنها علي ابيدجان وعمل استطلاعات اللي اتأكد منها فعلا من وصول الحفار .

وتسافر رجالة الضفاضع البشرية المصريين بكل الاجهزة والمعدات بس المرة دي من خلال طاقم فيلم عماشة في الأدغال الفيلم اللي الصحافة المصرية كان بقالها كام يوم مورهاش غيره وانه هيبقى اول انتاج مصري اوغندي مشترك .

وتدخل المعدات كلها وسط معدات التصوير في اتنين مارس سبعين ومفيش اي شبهة ضدهم في وسط الممثلين والنجوم اللي كانوا رايحين وان فيلم عماشة في الأدغال تمثيلية مخابراتية مصرية متقنة . كده محمد نسيم ورجالته ومعداتهم ووصلوا لابيجان. فاضل بس ساعة الصفر .

تيجي معلومة في نفس اليوم لمحمد نسيم من المخابرات العامة في مصر ان في رواد فضاء امريكيين جايين لابيدجان في احتفال كبير عملاه الحكومة الايفوارية لهم ولاستقبالهم. وطبعا محمد نسيب حس في التوقيت ده ان ربنا معنا. وان دي الفرصة اللي مش ممكن يفوتها. لان فعلا الامن كله في ابيدجان كان مركز تركيز غير عادي مع بعثة رواد الفضاء الامريكيين. وكان مشغول فعلا بتأمينهم على اقصى درجة ممكنة. وتأمين الحفلة كلها.

لكن برضو كان لسه مصيبة اسمها الموساد والقوات الخاصة الإسرائيلية اللي مصاحبين الحفار وبيأمنوه واللي هم كمان حسوا بالخطر من وجود رواد الفضاء الامريكان وعلشان كده نزلوا بلانشين صغيرين يدوروا ويلفوا حوالين الحفار لتأمينه اقصى درجة ممكنة .

وبعد ما شاف محمد نسيم كل دا من خلال البلكونة اللي كانت بتطل على ساحل العاج وشايف الحفار قدام عينه واللانشات بتلف حواليه كل ده كان بيدور في دماغه وكان عايز يشوف حل للموضوع دون وده خلاه ينزل يقعد في الريسيبشن يفكر ويغير جو .

ومرة واحدة بيضرب بعينه لقى اتنين اجانب من النرويج راجل عجوز قاعد هو ومراته قاعدين يضحكوا ويكلمه على طول راح ناط وقاعد جمبهم واتعرف عليهم وعرف ان هما زوج وزوجة جايين من النرويج للسياحة والتمتع بالمناظر الخلابة في أفريقيا احتفالا بعيد جوازهم الاربعين .

المهم راح مصاحبهم وقعد يضحك ويتكلم معهم وفهمهم ان هو صاحب شركة سياحة في مصر. وان هم لازم ييجوا على مصر في أسرع وقت ممكن علشان يعمل معهم الواجب وزيادة .

طبعا الراجل فرح قوي هو ومراته بالكلام الجامد ده ويشوف محمد نسيم قلب الأسد لمعة الفرحة في عين الراجل فقال له مش كده وبس ده انا كمان هعمل لك حفلة ماجنة صغيرة كده على الضيق هنا. انا اصل حبيتكم قوي .

عصر الاثنين راح رايح محمد نسيم لصيادين ايفواريين في موقع الغابة اللي بيطل على الحفار وراح مدي لهم فلوس . وطلب منهم ان هم يعملوا حفلة في القوارب بتاعتهم للنرويجي ومراته وادى لهم تمن صواريخ صوت وقال لهم دي العاب نارية عشان نفرحهم بس اكتر لازم تضربوا صواريخ الصوت دي الساعة اتناشر بالدقيقة عشان هم اتجوزوا الساعة اتناشر عشان نفرح بقى كلنا ونضحك .

تنفيذ عملية الحفار

في التوقيت نفسه كانت رجالة الضفادع البشرية لبسوا وجهزوا العدة الساعة اتناشر بالليل تضرب الصيادين الصواريخ من هنا والاصوات ترعب بتوع الموساد والقوات الخاصة من هنا ويطيروا باللانشات تلقائياُ في إتجاه الصوت علشان يشوفوا ايه اللي بيحصل ودا كان في وقت تنفيذ العملية .

وفي نفس اللحظة دي كانت رجالة الضفادع جوة البحر في اتجاههم للحفار بمنتهى الخفة والسرعة وتم تلغيم الحفار كله ب ألغام ومواد متفجرة و أجهزة تفجير في وقت قياسي للدرجة اللي خلتهم يخلصوا ويرجعوا قبل ما ما رجالة الموساد يرجعوا للحفارة. بعد ما اتأكدوا ان الصواريخ دي مجرد العاب نارية. وان الراجل ومراته يحتفلوا بعيد جوازهم. وطبعا كان محمد نسيم فص ملح وداب .

الساعة ستة صباحا كان الطيارة مصر للطيران بتتحرك من مطار شارل ديجول بباريس. في اتجاها القاهرة. وجواها رجالة الضفادع البشرية. اللي أدوا دورهم على اكمل وجه. لكن محمد نسيم قلب الأسد رافض انه يمشي او يتحرك من مكانه لمراقبة الوضع .

لحظة تفجير الحفار كيتنج الإسرائيلي

الساعة سبعة صباحا بالدقيقة يوم تمانية مارس سبعين. تصحى مدينة أبيدجان على أصوات انفجارات ترج البلد كلها .

ومحمد نسيم قلب الأسد واقف في الفندق اللي بيطل على المينا من بعيد بيصور الانفجارات دي كلها. والحفار اللي اتفرتك علي ميت حتة. ويبعت برقية للقاهرة من اربع كلمات. حمد الله على سلامة الحج . و الحج ده كان الاسم الكودي لعملية الحفار وتم تنفيذ مهمة عملية الحفار بنجاج .

ويسجد محمد نسيم قلب الأسد يشكر ربنا على كرمه ووقوفه معانا. ويرجع لارض مصر بعد ما أتم مهمته على اكمل وجه. هو ورجالته .

اثر دور رجال المخابرات المصرية فى تفجير الحفار

علشان تثبت المخابرات المصرية بإيمانها الكبير بربنا ثم قوة رجالتها وحبهم وأخلاصهم انهم قادرين على اي مهمة مهما كان نوعها او ما كان وجودها طالما هتحمي ارض وكرامة وعرض مصر . العملية دي خلت المخابرات العامة المصرية تاخد مكانة كبيرة وتصنيف أعلى وسط أجهزة مخابرات العالم .

المصريين طول عمرهم لما بيحسوا بالخطر بيبقوا ايد واحدة. وده كلام خير الناس. كل ما الخطر بيقرب اتحادنا بيبقى اقوى واقوى. طول عمر مصر ايدها طايلة في الشرق والغرب والشمال والجنوب. وزي ما فجرنا حفار قادرين باذن الله نقف اي حد عايز ييجي على بلدنا وقوت عيالنا .

البلد دي وقت الجد ما بتعرفش خلاف . بتعرف حاجة واحدة بس . كلنا واحد قدام اي واحد بيفكر ان ايده ممكن تتمد على اي شبر من ارض مصر زي ما حصل فى عملية الحفار . وان شاء الله اي حد هيفكر في ده هنخليه في يوم حكاية .

ابطال عملية تدمير الحفار كيتنج
أبطال عملية الحفار

أحدث أقدم

موقعنا يستخدم ملفات تعريف الارتباط, لتحسين تجربة المستخدم عرض التفاصيل

حسنًا